• لماذا يقف برشلونة مكتوف اليدين امام سلسلة التعاقدات «العملاقة» التي يبرمها ريال مدريد في الفترة الراهنة؟
أيعتقد خوان لابورتا، رئيس النادي الكاتالوني، او ربما المدرب «المحظوظ» جوسيب غوارديولا، بأن الفريق الذي انتزع «الثلاثية التاريخية» في الموسم الماضي قادر على تكرار الانجاز بمجرد «الاستقرار على تشكيلة»؟
الاستقرار مهم بالطبع غير انه لا يجلب الأمجاد دوماً، أو فلنقل ان الاستقرار ليس الشرط الوحيد لاصابة المجد.
ابرز مثال على «الاستقرار الفاشل» سقوط منتخب اسبانيا، بطل اوروبا 2008، على اعتاب نصف نهائي بطولة كأس القارات الاخيرة، وامام من؟ امام الولايات المتحدة التي تشكل رقماً غير عصيّ على «الكبار» في معادلة كرة القدم العالمية.
على لابورتا وتلميذه الامين غوارديولا ادراك ان اصابة النجاح شيء، والحفاظ على النجاح نفسه شيء آخر.
• لماذا تقف الاندية الانكليزية المشبعة أموالاً والاندية الايطالية الكبرى كأصنام لا حول لها ولا قوة امام التعاقدات الخيالية لـ«الملكي»؟
لماذا لا تنبت ببنت شفة؟
ليس مطلوباً من مانشستر يونايتد وليفربول وتشلسي وارسنال التعليق على انضمام البرازيلي كاكا والبرتغالي كريستيانو رونالدو الى ريال مدريد، فالكلام في كرة القدم مجرد مضيعة للوقت.
على هذه الاندية الرد، ولكن أين؟ في بورصة الانتقالات.
الامر نفسه ينطبق على عمالقة ايطاليا، ميلان والانتر ويوفنتوس، والتي ارتأت «اعتناق» الهدوء ورفع الراية البيضاء استسلاماً امام الازمة الاقتصادية التي تلف العالم.
ولكن لمَ لا تعتمد هذه الاندية الكبيرة اسلوب ريال مدريد الذي يدرك تماماً المخاطرة التي خاض غمارها من خلال صرف الملايين على نجوم جدد غير انه متيقّن بأن أمواله المبذولة على مذبح «البورصة» سترتد عليه قريباً جداً بفضل استثمار اسماء «عظمائه الجدد» على صعيد القمصان والسلع الاخرى والاعلانات وما الى ذلك.
ريال مدريد وحده حمل راية المخاطرة «اللذيذة»، ولا شك في انه يستحق منا الاحترام، ولولا «الملكي» وحركته النشطة في سوق الانتقالات، لكنا اكتفينا بصراع سلبي بين الاندية لـ«الاحتفاظ بلاعبيها» بدل متابعة صراع حيوي بينها لـ«خطف النجوم».
• لماذا يصر بايرن ميونيخ على الاحتفاظ بالفرنسي فرانك ريبيري رغم ان الاخير «يموت كل يوم» أملاً بالالتحاق بـ«الريال»؟
سؤال يبدو سخيفاً، فالفريف البافاري، بلا ريبيري، لن يكون صاحب حظوظ قوية على مستوى دوري ابطال اوروبا.
صحيح ان امل البايرن في التتويج الاوروبي قد يبدو بعيد المنال، غير ان تفادي كارثة توديع المسابقة مبكراً يشكل هاجس الادارة المشرفة على النادي العريق، ولا شك في ان ريبيري يمثل تلك الورقة التي يلوح بها البافاريون لتأكيد صوابية سياستهم في اصابة الاهداف التي وضعوها مطلع الموسم.
البرتغالي رونالدو اراد الالتحاق بريال مدريد مطلع الموسم الماضي، غير انه ساير ادارة مانشستر يونايتد وعاهدها الاستمرار لموسم اضافي في «اولد ترافورد»، قبل الانتقال الى «سانتياغو برنابيو»، وهذا ما حصل.
كاكا لعب ورقة مانشستر سيتي الانكليزي بذكاء، وحمّل ميلان جميل عدم تركه صفوفه منتصف الموسم الماضي، قبل ان يودع «سان سيرو» بهدوء وحق ودونما معارضة من أحد.
ريبيري قد يستمر مع البايرن، وهذا ان حصل، فلن يكون سوى تمهيد لرحيله في الموسم التالي بعد ان يكون قد حمّل النادي البافاري جميل الاستمرار معه لموسم اضافي ما كان راغباً فيه.
• بالامكان التعليق على المقال في موقع «الراي» على شبكة الانترنت: