ماذا لو جاء عرض سخي، لطالما تمناه فريق برشلونة الاسباني لكرة القدم، انتقل بموجبه الكاميروني صامويل ايتو مطلع الموسم الماضي من صفوف النادي الكاتالوني إلى اي ناد آخر؟
كان برشلونة سيحرم في ظل مفاعيل هذه الخطوة من 30 هدفا حملت توقيع ايتو، من اصل 105 اهداف سجلها الفريق ابان حملته المظفرة نحو الاستيلاء على كأس الدوري المحلي، وهذا يعني، بلغة الارقام، ان «اللاعب الاسمر» احزر ما نسبته 28.5 في المئة من مجمل غلة اهداف ناديه.
صحيح ان بعض الغرور اصاب مشجعي برشلونة، وهذا من حق هؤلاء، خصوصا ان الثلاثية التاريخية تشكل حجة مقنعة ومثالية لهذا النوع من التباهي، غير انه يخطئ من يدعي بأن دور ايتو لم يتعدّ كونه «دورا تكميليا» في صناعة «المجد الكاتالوني».
لقد نجح هذا اللاعب «المتمرد» في ترجمة ابداع زملائه إلى اهداف، والاهداف، في لغة كرة القدم، هي بيت القصيد وهي ما يحقق الانتصارات والالقاب، ولا يظن احد بأن «أي لاعب» كان قادرا على الالمام بدور الكاميروني.
واليوم يأتي جوسيب غوارديولا، الذي لا يمتلك الا خبرة ضئيلة في مجال التدريب، ليعلن مجددا بأن لا مكان لايتو في تشكيلته للموسم 2009/2010، مع العلم ان «بيب» نفسه ضمّن لائحة اللاعبين غير المرغوب فيهم مطلع الموسم الماضي اسم اللاعب الكاميروني، إلى جانب البرتغالي ديكو والبرازيلي رونالدينيو.
غوارديولا بالطبع لم يكن يملك تلك السطوة في النادي خلال موسمه الأول ليفرض لائحة من هنا ولائحة من هناك، خصوصا ان رحيل رونالدينيو وديكو كان متوقعا جدا، فيما يصنَف «بيع ايتو» في خانة تلبية الادارة لرغبات الجماهير التي حاربت ايتو قبل ان تعود لتعلن الحب عليه في سياق الموسم، ومن ثم بعد هدفه في مرمى مانشستر يونايتد الانكليزي في نهائي دوري ابطال اوروبا.
لقد وجه غوارديولا طعنة إلى ايتو في الموسم الماضي عندما طالب بطرده ثم ما لبث ان اعتمد عليه في مباريات برشلونة كافة، فكان اللاعب جديرا بالثقة المتأخرة وكان له دور جوهري في الثلاثية.
واليوم، يكرر غوارديولا توجيه طعنة جديدة إلى ايتو من خلال طرده «بأدب» من برشلونة رغم «الخدمات الجليلة» التي قدمها اللاعب لـ«الصرح الكاتالوني».
لقد اقدم غوارديولا على اقتراف «خطيئة» في الموسم الماضي عندما وضع ايتو على لائحة «غير المرغوب فيهم» قبل ان يضاعف جسامة خطيئته بالاعتماد على اللاعب بشكل دوري، فأثبت المدرب انه ما زال «طري العود»، وان الايام قد تكسبه خبرة لا يتمتع بها في الوقت الراهن.
ويبدو «بيب» اليوم مصرا على الانتقام، ليس من ايتو بالذات، بل من نفسه، بعد ان خدع نفسه بنفسه في الموسم الماضي.
• بالامكان التعليق على المقال في موقع «الراي» على شبكة الانترنت: